الخميس، 22 نوفمبر 2012


كنت مذ يفاعتي خير صديق لي الكتاب ومن كان مثلي يتخذ له أصدقاء من الكتاب والمؤلفين وإن تطاول الزمن بينهم واختلفت الأذواق وتجده يغار عليهم إن مسوا كما يغار على صحابته الأحياء وممن اتخذتهم لي صاحبا شيخ المعرة ذاك الذي تسامى في إنسانيته: حين قال:
سر ان استطعت في الهواء رويدا لا اختيالا على رفات العباد
إذ قرأت منذ أمد للعلامة ابن الوزير في كتابه العواصم وكلما مر ذكر المعري نعته بأعمى المعرة فيصبني امتعاض من عبارته إلى أن قرأت أمس شرحا للخطيب التبريزي لمقدمة أملاها عليه المعري ولكي أجنب القارئ وعورة أسلوبه أذكر له بعض ما جاء فيها مما يجلو شيئا من شخصيته:
ـ يقول التبريزي أتيت المعري وٌقرأت عليه طائفة من كتبه وكلما أردت أن أقرأ عليه كتابه سقط الزند كره ذلك فسألته فال ذلك شيء وضعته في الشباب فمدحت نفسي وأنا أكره سماعه
ـ ومما قال: قد علم الله جلت عظمته أن أحب الكلام إلي ما ذكر به الله عز سلطانه. وإذا تكلمت بكلمة لغيره عددتها غبنا وخسارة .
ـ ثم يقول : أنا شيخ مكذوب عليه
ـ يظن بعض العامة أني من أهل العلم وإن كنت للجهل صاحبا ويظنني ديّنا ولم يزل تقصيري مبينا.
سقت هذا الكلام لبعض الشباب الذين حصلوا على شهادات علمية وبها يريدون أن يستعلوا على أخوانهم كما أن كثيرا من الباحثين ينقصهم التحقيق والتدقيق قبل أن يصلوا إلى نتائج يُطمأن إليها
ـ وأخيرا ألايستحق شاعر الإنسانية الذي أ لهم دانتي كوميديته أن ينام مطمئنا في قبره لاتؤرقه براميل الموت تمطر بها مدينته
وقبيح بنا وإن قدم العهد هوان الآباء والأجداد
ـ

الاثنين، 12 نوفمبر 2012

زيارة الإبراهيمي لدمشق

زار الإبراهيمي الشام فقال في وصفها:
ويا رعى الله عهد دمشق الفيحاء وجادتها الهوامع( ) وسقت، وأفرغت فيها ما وسقت.( )
وخصّت بالمثقلات الدوالح( ) مجامع الأحباب، وأندية الأصحاب، من الصالحية والجسر والنَّيربين( ): المزة والربوة. 
فكم كانت لنا فيها من مجالس، نتناقل فيها الأدب، ونتجاذب أطراف الأحاديث العلمية، على ودٍّ أصفى من بردى تصفق بالرحيق السلسل( )، ووفاء أثبت من أواسي قاسيون،
 وأرسى من ثهلان ذي الهضبات.
لا توبَن في مجالسنا حرمة، ولا يُكلم عرض، ولا يقارف مأثم.
وإنما هو الأدب بلا جدب، نهصر أفنانه؛ والعلم بلا ظلم، نطلق عنانه، والفن بلا ضن نروّق دنانه، والنادرة بلا بادرة نتلقفها، والنكتة بلا سكتة نتخطفها.
ويا تربة الدحداح، بوركت من تربة، لا يذوق فيها الغريب مرارة الغربة، ولا زلت مسقطاً لرحمات الله.
إنني أودعت ثراك أعزّ الناس عليّ: أبي وابني وجَدَّي أولادي؛ فاحفظي الودائع إلى يوم تُجزى الصنائع.
ويا جناتِ الغوطة، وقراها المغبوطة، لا زلت مجلى الفطر، والحد الفاصل بين البدو والحضر، أشهد ما عشوتِ من الغرب إلى نار، ولا عشيت منه بنور.
تبارك من رواك بسبعة أودية، وكساك من وشي آذار بخضر الأردية.
كم فُتنِتُ بمناظرك الشعرية، وأخذت بمجاليك السحرية، وكم تزوّدتْ عيناي فيك بروضة وغدير، وكم تمتعت أذناي من جداولك وأشجارك بحفيف وهدير.
ويا يوم الوداع ما أقساك، وإن كنت لا أنساك.
لا أنسى بعد ثلاثين سنة ولن أنسى ما حييت موقف الوداع بمحطة البرامكة والأستاذ الخضر يكفكف العبرات، وتلامذتي الأوفياء: جميل صليبا، وبديع المؤيد، ونسيب السكري، والأيوبي، يقدّمون إلي بخطوطهم كلمات في ورقات، ما زلت محتفظاً بها احتفاظ الشحيح بماله.
عهود لم يبق إلا ذكراها في النفس، وصداها في الجوانح، والحنينُ إليها في مجامع الأهواء من الفؤاد.
ولولا أن السلوّ كالزمن يتقادم، وأن الهوى مع العقل يتصادم، لقلت مع المتنبي: أبوكم آدم!...
هكذا كان يحنو سميك بشير الإبراهيمي على الشام يا أ خضر فهل ترخي لتيمور لنك الشام حبال الأمل حتى يدمر الغوطتين ويروع غيدها ويذبح خيرتها حقيق أن قريبك ساخط على كل من صافح طاغوتها.

كم أنت منافقا أيها العالم!

أمس كان أحد المرتزقين في حقوق الإنسان قد جمع حوله صحفيين ويبدو أنه اختارهم من الممثلين لأنهم كانت تبدو على وجوههم الحسرة والأسى على الجنود الذين قتلهم المسلحون بعد أن استسلموا ونحن أولا ندين هذه العمليات حتى ولو كان القتلى من الصهاينة فالإسلام حرم علينا الإجهاز على جريح أو إذلال أسير ولكن في الوقت الذي كان هذا المرتزق يدلي بعواطفه الحانية على الجنود في ساحة حرب سعرها أس
ياده بتخاذلهم كانت براميل الموت تصب حممها على مسجد حارم الكبير في صلاة جمعة فتقتل العشرات حتى أبى مذيع الجزيرة أن يورد الصور لفظاعتها . هذه إنسانيتهم فبالله عليك أيها المراقب كيف لو أن عملية إرهابية تمت في إحدى الكنائس أو الكنس أو معابد بوذا فماذا سيكون موقف الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان التابعة لها أو الذيلية إنما يجري في سورية يذكرني بكتيب قرأته منذ أكثر من أربعين عاما بعنوان اقتلوا المسلمين أبيدوهم. هذه إنسانيتهم فتبا لهم ولمن خدع بمنظماتهم من الحُمُر العربية

إلى كل من بقي له نخوة

نحن في عالمنا العربي منذ الخمسينيات غادرتنا النخوة منذ تعرفنا على أكاذيب القوميين وعلى واقعية مناوئيهم لكن هذه الإنسانية أقامت لها مجالس ومنظمات نحو مجلس الأمن ومنظمات حقوق الإنسان ومجلس السلم العالمي ولو ذهبت تعد منظمات وهيئات لأصابك الدوار فتفاءل العالم خيرا، بالأمس شاهد العالم مجزرة وقعت في ريف إدلب بقذف إحدى الطائرات لسوق الخضار فاجتمع الناس لينقذوا من يستطيعون إنقاذه فع
ُززت الطائرة الأولى بثانية لتقتل المنقذين قلت بعد لحظات يخرج مقرر حقوق الإنسان ويعطينا محاضرة عن حقوق الإنسان ويصنف هذه الجريمة حسب قوانينهم كما فعل في مقتل الأسارى من جند النظام ولكن خاب فألي قلت لعل الأخ ذهب إلى شمال مالي ليتفقد القبور هناك فإن هناك أعداء للحضارة يدمرونها فيحشدون لأجل القبور الاسلامية جيشا من الجارة الشمالية وأخرى من الجارة الغربية ليحموا قبور إخوانهم ويبعثون من الجارة الشمالية من عز عليه حتى الآن أن يرى من هو المجرم الذي يرتكب المجازر في سورية فيصرح هنا وهناك بكلام من لا يقول شيئا لئن اخترمت المروءات العريية منذ سنين فإن قيم الإنسانية قد ذبحت على مقاصل مصالح الدول الكبرى فهنيئا للإنسانية المعذبة فغدا سترى ستالين وهتلر وموسوليني قد تربعوا على العالم من جديد لأنهم ما اختفوا ولكن خيل لنا من سحر كلام من خلفوهم أن البشرية تسعى إلى خير

قائمة العار